top of page
  • صورة الكاتبDr. Badr Aldrees

لمحة عامة عن الغُدَّة الدرقية

تاريخ التحديث: ٩ يوليو ٢٠٢٣


الغُدَّة الدرقية هي من الغدد الصماءو تقع في منتصف الرقبة تحت الغضروف الدرقي و مكونة من فصين ايمن و ايسر.يتصل فصي الغُدَّة في الوسط في منطقة تُسمى البرزخ، مما يُعطي الغُدَّة الدرقية شكل الفراشة.

تُفرز الغُدَّة الدرقية الهرمونات الدرقية، التي تتحكم في معدل استقلاب الجسم metabolic rate. بطريقتين:

  1. من خلال تحفيز جميع أنسجة الجسم على إنتاج البروتينات

  2. عن طريق زيادة كمية الأُكسِجين التي تستخدمها الخلايا

تؤثر هرمونات الغُدَّة الدرقية في العديد من وظائف الجسم الحيوية، مثل ضربات القلب، ومعدل حرق السعرات الحرارية، وترميم الجلد، والنمو، وإنتاج الحرارة، والخُصُوبَة، والهضم.

هرمونات الغُدَّة الدرقية

هرمونا الغُدَّة الدرقية هما

  1. T4  ثيروكسين thyroxine يسمى أيضًا رباعِي يودوثيرونين  tetraiodothyronine)

  2. T3 ثلاثي يودوثيرونين triiodothyronine

T4: هو الهرمون الرئيسي الذي تنتجه الغُدَّة الدرقية، وله تأثير طفيف فقط على تسريع معدل التمثيل الغذائي (الاستقلاب) في الجسم، وقد لا يكون له تأثير يذكر.في حين يجري تحويل T4 إلى T3، وهو الهرمون الأكثر نشاطًا.يحدث تحويل T4 إلى T3 في الكبد وأنسجة الجسم الأخرى.تتحكم العديد من العَوامِل في تحويل T4 إلى T3، بما في ذلك احتياجات الجسم المختلفة بين لحظة وأخرى، ووجود أو عدم وجود أمراض.

يُحمَل معظم T4 و T3 في مجرى الدَّم بواسطة بروتين يسمى الغلُوبُولين المُرتبط بالتيروكسين thyroxine-binding globulin.يتجول القليل فقط من T4 و T3 في الدم بشكل حر.وفي الحقيقة، فإن هذا الجزء الحر من الهرمون هو الذي يكون نشيطًا.عند استخدام الهرمون الحر من قبل الجسم، يجري تحرير المزيد منه عن طريق الغلوبولين المرتبط بالتيروكسين.

ولإنتاج الهرمونين الدرقيين، تحتاج الغُدَّة الدرقية إلى عنصر اليود، وهو العنصر الموجود في الطَّعَام والماء.تقوم الغُدَّة الدرقية بتخزين اليود ومعالجته لكي تحوله إلى هرمون درقي.ومع استخدام هرمونات الغُدَّة الدرقية، يَجرِي تحرير بعض اليود الموجود في تلك الهرمونات، ثم يعود مجددًا إلى الغُدَّة الدرقية، ويعاد تدويره لإنتاج المزيد من الهرمونات الدرقية.

كما تنتج الغُدَّة الدرقية أيضًا هرمون الكالسيتونين، والذي قد يعزز من قوة العظام عن طريق المساعدة في إدخال الكالسيوم إلى العظام.

كيف يضبط الجسم الهرمونات الدرقية

إذًا هناك آلية معقدة تتحكم بمستويات الهرمونات الدرقية في الجسم.أولا، ما تحت المهاد hypothalamus، وتقع فقط فوق الغُدَّة النُّخامِيَّة في الدماغ، وتفرز هرمون الثيروتروبين، الذي يدفع الغُدَّة النُّخامِيَّة لإنتاج الهرمون المحفز للغدة الدرقية (TSH).وكما هو واضح من اسمه، يحفز هرمون TSH الغُدَّة الدرقية على إنتاج الهرمونات الدرقية.تساهم الغُدَّة النُّخامِيَّة في إبطاء أو تسريع عملية تحرير الهرمون المحفز للغدة الدرقية، وذلك اعتمادًا على ما إذا كانت مستويات هرمونات الغُدَّة الدرقية الموجودة في الدَّم مرتفعة جدًّا أو منخفضة جدًّا.

التغيرات الغُدَّة الدرقية عند كبار السن

تصبح اضطرابات الغدة الدرقية أكثر شيوعاً مع التقدم في السن

يمكن للاضطرابات التي تؤثِّر في وظيفة الغُدَّة الدرقية خاصة فرط نشاط الغُدَّة الدرقية وقصور الغُدَّة الدرقية أن تكون موجودة بشكل متخفٍ عند كبار السن وغالبًا ما تتسبب هذه الاضطرابات في أعراض يمكن أن تشتبه بسهولة مع حالات طبية أخرى أو حتى مع علامات الشيخوخة.

يمكن لزيادة أو انخفاض وظائف الغُدَّة الدرقية أن ينعكس سلباً على حياة كبار السن وأن يقلل كثيرًا من قدرتهم على القيام بالأنشطة اليومية.ولهذه الأَسبَاب، ينبغي تحري الأعراض الدرقية الخفية وتقصي أسبابها حتى يمكن علاجها بشكل فعال.

من المفيد تحري فرط نشاط أو قصور الغُدَّة الدرقية عند كبار السن.يوصي بعض الخبراء بقياس مستوى هرمون الغُدَّة الدرقية في الدَّم عند جميع الأشخاص الذين تجاوزوا عمر 65 سنة بمعدل مرة كل 5 سنوات

الفحوصات التَّشخيصية

يقوم الطبيب أولًا بفحص المريض وتحسس عنقه لتحري ما إذا كانت الغُدَّة الدرقية متضخمة أم لا.

اعتمادًا على نتائج الفحص، قد تكون هناك حاجة أيضًا اختبارات أخرى.وفي حالات نادرة قد يكون من الضروري إجراء اختبارات إضافية، وذلك عندما لا يتمكن الأطباء من تحديد ما إذا كانت المشكلة كامنة في الغُدَّة الدرقية أو الغُدَّة النُّخامِيَّة.

اختبارات وظائف الغُدَّة الدرقية

ولتقييم سلامة وظائف الغُدَّة الدرقية، يقوم الأطباء عادة بقياس مستويات الهرمونات في الدم.تقيس هذه الاختبارات كلاً من الهرمونات التالية

  1. TSH

  2. T4

  3. T3

عادة ما يكون مستوى الهرمون المحفز للدرقية TSH في الدَّم هو أفضل مؤشر على وظيفة الغُدَّة الدرقية.وبما أن هرمون TSH يحفز الغُدَّة الدرقية، فإن ارتفاع المستويات الدَّموية منه تشير إلى أن الغُدَّة الدرقية تعاني قصوراً في النشاط (وبالتالي تحتاج إلى مزيد من التحفيز) في حين أن انخفاض المستويات الدموية من هرمون TSH تشير إلى أن الغُدَّة الدرقية تعاني فرطاً في النشاط (وبالتالي تحتاج إلى تحفيز أقل).

عندما يقيس الأطباء مستويات هرموني الغُدَّة الدرقية T4 و T3 في الدم، فعادة ما يقوموا بقياس مستويات الشكلين الحر والمرتبط من كل هرمون ( T4 الإجمالي وT3 الإجمالي).

تصوير الغُدَّة الدرقية

إذا شعر الطبيب بوجود تضخم في الغُدَّة الدرقية، فقد يطلب تصوير الغُدَّة الدرقية.باستخدام تخطيط الموجات فوق الصوتية(Ultrasound)   لقياس حجم الغُدَّة وتحديد ما إذا كانت الكتل  صلبة أو مليئة بالسوائل (كيسية).

في اختبار قبط اليود المشع (Thyroid Scan) ، يَجرِي حقن كمية صغيرة من مادة مشعة في مجرى الدم و تتركز المادة المشعة في الغُدَّة الدرقية، ثم تستخدم كاميرا خاصة (كاميرا غاما) لتصوير الغُدَّة الدرقية و لمعرفة ما إذا كان جزء محدد من الغُدَّة الدرقية يعمل بصورة طبيعية، أو بشكل زائد، أو بشكل ضعيف مقارنة مع بقية أجزاء الغدة.

الاختبارات الأخرى للغدّة الدرقية

إذا اشتبه الأطباء بوجود اضطراب مناعة ذاتية، يُجرِى فحص الدَّم لتحري الأجسام المُضادَّة التي تهاجم الغُدَّة الدرقية.

وفي حال الاشتباه بوجود سرطان في الغُدَّة الدرقية، فيستخدم الأطباء إبرة صغيرة للحصول على عَيِّنَة من أنسجة الغُدَّة الدرقية (خزعة) لفحصها مجهرياً.يستخدم الأطباء عادة تخطيط الصدى لتحديد موضع إجراء الخزعة.




عند الاشتباه بوجود سرطان الغُدَّة الدرقية النخاعي medullary thyroid cancer، فيجري قياس المستويات الدَّموية من الكالسيتونين، لأن هذه السرطانات تفرز دائمًا الكالسيتونين.


الختبار الجزيئي لسرطان الغدة الدرقية

باستخدام التكنولوجيا المتاحة حديثا، يستطيع األطباء اختبار عينات الخزعة غير التشخيصية والتي تم أخذها في وقت الخزعة الخاصة بالدليل الجيني لسرطان الغدة الدرقية. ُ

يسمى هذا أحيان باختبار "العلمات الجزيئية"، لان الختبارات تبحث عن دليل جزيئي جيني على المرض السرطان في عينة من عقيدات الغدة الدرقية.


تتوافر أنواع مختلفة من االختبارات للكشف عن العلمات الوراثية الجزيئية في عقيدة الغدة الدرقية، وتشمل ما يلي:

• اختبار Afirma(أفيرما) هو مصنف التعبير الجيني ِ.

• يتم دمج اختبار Reveal RosettaGX ِ ، مصنف miRNA، واختبار ThyraMIR ِ ، مصنف miRNA مع اختبار ThyGenX، مجموعة طفرة وراثية .

• اختبار ThyroSeq هو عبارة عن طفرة وراثية واندماج الجينات وتحليل التعبير الجيني.


تبحث هذه االختبارات عن األنواع المختلفة للدليل الجزيئي. وجميعها يستخدم لنفس الغرض: لتبين ما إذا كان المرض الخبيث أو السرطان موجود في عينة الخزعة باإلبرة الدقيقة أم لا.

تعد مصنفات الجينات ThyroSeq وAfirma األفضل في تنبؤ احتمالية أن تكون العقيدة ذات السيتولوجيا غير المحددة حميدة. وتعد مصنفات المجموعة الطفرية و مصنفات miRNA األفضل في التنبؤ بما إذا كانت العقيدة غير المحددة خبيثة . يتميز اختبار ThyroSeq بقدرة فريدة على أن كانت ُحدد نتائج االختبار سواء ي مؤكد للسرطان أو مستبعدة له.

ُ تساعد نتائج هذا االختبار على تحديد ما إذا كانت الجراحة الزمة أم ال. ولذلك، قد يساعد االختبار الجزيئي على الحد من عدد الجراحات غير الضرورية.


قبل توفر هذا الفحص، كان معظم المرضى ذوي النتائج "غير المحددة" يخطعون لعملية استئصال للغدة الدرقية بهدف التشخيص ، وغالبا ما كان يظهر تحليل األنسجة النهائي أن العقيدة كانت حميدة. يتفق جميع الخبراء على أن االختبارات ستقلل عدد الجراحات غير الضرورية على عقيدات الغدة الدرقية غير المحددة .

نقاط حول االختبار الجزيئي:

• لا يتم استخدام هذه االختبارات كاختبار تشخيصي، ولكن بد ال من ذلك ال يتم استخدامها إال بعد ظهور النتيجة غير المحددة للخزعة باإلبرة الدقيقة، وذلك من أجل تقديم مزيد من المعلومات التي ستحدد ما إذا كانت الجراحة الزمة أم لا.

• يمكن أن تساعد االختبارات األطباء على أن يقرروا ما إذا كانت الجراحة ضرورية ومدى جراحة الغدة الدرقية (استئصال الفص مقابل االستئصال الكامل للغدة الدرقية)، وفي حالة عدم حدوث ذلك، وتحديد نوع العلج أو المراقبة األفضل لك. أما إذا تلقيت نتيجة "غير محددة"، فقد تحتاج للتحدث مع طبيبك عن إجراء اختبار على هذه العلمات الجزيئية.


تحري اضطرابات الغدة الدرقية

تتباين آراء الخبراء حول ضرورة إجراء اختبارات للتحري عن اضطرابات الغدة الدرقية.لا يوصي بعض الخبراء بإجراء مثل تلك الاختبارات، لأنه وبحسب هؤلاء الخبراء إذا لم يُسبب مرض الغدة الدرقية أعراضًا، فمن غير الواضح ما إذا كان العلاج مفيدًا.ولكنَّ خبراءَ آخرين لا يوافقون على ذلك.ويوصون بإجراء اختبارات التحري لأن مرض الغُدَّة الدرقية شائع، وخاصة عند كبار السن، ويمكن أن يسبب مشاكل خطيرة.يوصَى بقياس المستويات الدموية للهرمون المُنبه للغدة الدرقية كل 5 سنوات عند جميع النساء اللواتي تجاوزن عمر 35 سنة والرجال الذين تجاوزوا عمر 65 سنة.كما يُوصَى بإجراء اختبارات التحري عند جميع الأطفال حديثي الولادة والنساء الحوامل أيضًا.


المصادر



٢١ مشاهدة

منشورات ذات صلة

عرض الكل

العودة

WhatsBeat.gif
bottom of page