top of page
  • صورة الكاتبDr. Badr Aldrees

مُتلازمة كوشينغ

تاريخ التحديث: ٢٣ مايو ٢٠٢٣



يكون مُستوى الستيرويدات القشريَّة فائضًا، وينجم هذا عادةً عن أخذ أدوية الستيرويدات القشرية أو فرط إنتاجها من الغدتين الكُظريَّتين.

  1. تنجم مُتلازمة كوشينغ عن أخذ ستيرويدات قشرية لمعالجة اضطراب طبي أو عن ورم في الغدَّة النُّخامِيَّة أو الغدَّة الكظرية عادةً، ممَّا يجعل الغدتين الكظريتين تُنتجان كمية كبيرة من الستيرويدات القشرية.

  2. يمكن أن تنجم مُتلازمة كوشينغ عن أورام في مواضع أُخرى (مثل الرئتين) أيضًا.

  3. يحدث عند مرضى مُتلازمة كوشينغ تراكمٌ مفرطٌ للدهون في الجذع عادةً (Truncal Obesity) ، ويكون الوجه كبيرًا ومدورًا(Moon Face)  ويكون الجلد رقيقًا.

  4. يقيس الأطباء مستوى الكورتيزول ويجرون اختبارات أخرى للتَّحرِّي عن مُتلازمة كوشينغ.

  5. هناك حاجة غالبًا إلى الجراحة أو استئصال الورم المتسبب.

قد يحدث فرط في إنتاج الستيرويدات القشرية من الغديتين الكظريتين بسبب التحفيزالزائد من الغُدَّة النُّخامِيَّة التي تضبط الغدتين الكظريتين والغدد الصماء الأخرى. يمكن أن يؤدي وجود شذوذٍ في الغُدَّة النُّخامِيَّة، مثل ورم ، إلى أن تُنتجَ الغُدَّة النُّخامِيَّة كميات كبيرة من هرمون المُوجِّهة القشريَّة، وهو الهرمون الذي يضبط إنتاج الستيرويدات القشريَّة من الغدَّتين الكُظريتين (تُعرَف الحالة باسم داء كوشينغ).يمكن للأورام خارج الغُدَّة النُّخامِيَّة، مثل سرطان الخلايا الصغيرة الرئوية (Small Cell Lung Carcinoma)أو الورم السَّرطاوي (Carcinoid tumors) في في أيِّ مكانٍ من الجسم، أن تنتج هرمون المُوجِّهة القشرية أيضًا (تسمى الحالة مُتلازمة هرمون المُوجِّهة القشريَّة المُنتَبَذ.

. يحدث ورم غير سرطاني (وَرَمٌ حميد) في الغدتين الكُظريَّتين في بعض الأحيان، ممَّا يجعلهما تُنتجان ستيرويدات قشرية بكمية كبيرة. تُعدُّ الأورام الغديَّة الكظريَّة شائعةً جدًا، حيث تحدث عندَ حَوالى 10% من المرضى قبل بلوغهم سنَّ 70 عامًا. ولكن يُنتِجُ جزء صغير فقط من الأورام الغدية كمية فائضة من الهرمون ، وتكون الأورام السرطانية للغدتين الكظريتين نادرةً جدًا، ولكن يُنتِجُ بعضها كمية فائضة من الهرمون.

أخذ الستيرويدات القشريَّة

يمكن أن تحدث مُتلازمة كوشينغ أيضًا عند المرضى الذين ينبغي عليهم أخذ جرعات كبيرة من الستيرويدات القشريَّة (مثل بريدنيزون)، وذلك بسبب حالة طبيَّة خطيرة.تستخدم الستيرويدات القشرية غالبًا لعلاج العديد من الاضطرابات الالتهابية والتحسسية واضطرابات المناعة الذاتية.وتنطوي الأمثلة الشائعة على الرَّبو والتهاب المَفاصِل الروماتويدي والذئبة الحمامية الجهازية ) Systemic lupus erythematosus ، والعديد من اضطرابات الجلد والكثير من الحالات الأخرى . بالنسبة إلى المرضى الذين ينبغي عليهم أخذ جرعات كبيرة، تكُون الأعراض لديهم مشابهة للأعراض عند المرضى الذين تُنتِجُ أجسامهم الكثير من الهرمون.يمكن أن تظهر الأَعرَاض أحيانًا حتى إذا جَرَى استنشاق الستيرويدات القشريَّة ، كما هي الحال في علاج الربو، أو جرى تطبيقها موضعيًا لمعالجة مشكلة جلدية.

 بالإضافة إلى التسبُّب في مُتلازمة كوشينغ، يمكن أن يؤدي أخذ جرعاتٍ كبيرةٍ من الستيرويدات القشريَّة إلى تثبيط وظيفة الغدتين الكظريَّتين أيضًا ؛ ويحدث هذا التثبيط لأنَّ الستيرويدات القشريَّة ترسل إشارةً إلى الوطاء ( Hypothalamus)والغُدَّة النُّخامِيَّة للتوقف عن إنتاج الهرمونات التي تُنبِّهُ وظيفة الغُدَّة الكظريَّة عادةً،وبالتالي، إذا توقف المريض فجأة عن أخذ الستيرويدات، فلن يتمكن الجسم من استعادة وظيفة الغدة الكظرية بالسرعة الكافية، وينجم عن هذا قصور الغدة الكظرية المؤقت حالة مشابهة لداء أديسون كما أنه عند حدوث شدَّة ، يعجز الجسم عن تنبيه إنتاج المزيد من الستيرويدات القشريَّة التي يحتاج إليها أيضًا.

داء كوشينغ

داء كوشينغ هو مصطلح يُعطَى على وجه التحديد لمُتلازمة كوشينغ الناجمة عن فرط تنبيه الغدتين الكظريتين، وذلك بسبب ورم في الغُدَّة النخاميَّة عادةً ؛ في هذا الاضطراب، يحدث فرطٌ في نشاط الغدتين الكظريَّتين لأنَّ الغُدَّة النخاميَّة تعمل على تحفيزهما بشكلٍ كبير، وليس لأن الغدتين الكظريتين غير طبيعيتين . تُشبه أعراض داء كوشينغ أعراض مُتلازمة كوشينغ. يجري تشخيص داء كوشينغ من خلال الاختبارات الدَّمويَّة أو من خلال اختبارات البول واللعاب في بعض الأحيان.

 يُعالَج داء كوشينغ من خلال الجراحة أو الإشعاع لاستئصال ورم الغُدَّة النُّخامِيَّة. إذا تعذَّر استئصال ورم الغُدَّة النُّخامِيَّة أو لم يكُن ناجحًا، يمكن استئصال الغدتين الكظريتين جراحيًا، أو يمكن إعطاء أدوية للتقليل من إنتاج هرمون الموجهة القشريَّة، أو وقف إنتاج أو تأثيرات الكورتيزول الفائض في النُّسج.

تأثير أخذ الستيرويدات القشرية في الغدتين الكظريتين

بالنسبة إلى المرضى الذين يأخذون جرعات عالية من ستيرويدات قشرية ، يمكن أن تُصبِح وظيفة الغدتين الكُظريَّتين مكبوحةً ، ويحدث هذا الكبح لأنَّ الجرعات الكبيرة من الستيرويدات القشريَّة تمنع الوطاء والغُدَّة النُّخامِيَّة من إنتاج الهرمونات التي تُنبه وظيفة الغُدَّة الكظريَّة بشكلٍ طبيعي ؛

وإذا توقَّف المريض عن أخذ الستيرويدات القشريَّة بشكلٍ مفاجئ، فإنَّ الجسم لا يمكنه استعادة وظيفة الغُدَّة الكظرية بالسرعة الكافية ، ممَّا يؤدي إلى قصورٍ مؤقَّت في الكظر (حالة تُشبه داء أديسون) .كما يعجز الجسم عن تنبيه إنتاج كمية إضافية من الستيرويدات القشريَّة التي يحتاجها عند تعرُّضه للشدة أيضًا؛

ولذلك، لا يُوصي الأطباء نهائيًا بالتوقف عن استعمال الستيرويدات القشريَّة بشكلٍ مفاجئ إذا كان المرضى يأخذونها لمدَّةٍ تزيد عن أسبوعين أو ثلاثة أسابيع؛ وبدلًا من ذلك، يقومون بتقليل الجرعة تدريجيًا على مدى أسابيع وفي بعض الأحيان أشهر.

 كما قد تحتاج الجرعة إلى زيادتها أيضًا عند من أُصيبوا بمرض أو تعرضوا إلى شدَّة كبيرة خلال فترة استعمالهم للستيرويدات القشريَّة. قد تحتاجُ الستيرويدات القشريَّة إلى متابعة أخذها عند من أصابهم مرض أو تعرضوا إلى شدة كبيرة في غضون أسابيع من التقليل من جرعة الستيرويدات القشريَّة وإيقافها.

الأعراض

Cushing Syndrome (Facial Features)

تُؤدِّي الستيرويدات القشريَّة إلى تعديل كمية دهون الجسم وتوزيعها؛ حيث تتراكم الدهون الزائدة في أنحاء الجذع، ويمكن ملاحظتها بشكل خاص في الجزء العلوي من الظهر (تسمَّى سنام الجاموس) (Buffalo Hump). يكون وجه الشخص المصاب بمُتلازمة كوشينغ كبيرًا ومستديرًا (Moon Face) عادةً . تكون الذراعان والساقان نَحيلين عادةً عند مقارنتهم مع سماكة الجذع. يحدث نقص في كتلة العضلات، ممَّا يؤدي إلى الضَّعف. ويصبح الجلد رقيقًا وسهل التَّكدُّم، ويشفى ببطءٍ عند تعرُّضه لكدمةٍ أو جرح. قد تتشكَّل أتلام (شرائط) (Striae) أرجوانيَّة تبدو شبيهة بخطوط التمطُّط (Stretch Marks) على البطن والصدر. ويميل مرضى مُتلازمة كوشينغ إلى التعب بسهولة.

81
82
83

مع مرور الزمن، تزيد مستويات الستيرويدات القشريَّة المرتفعة من ضغط الدَّم ( ارتفاع ضغط الدم) وتًضعِفُ العظام( هشاشة أو ترقق العظام) ، وتضعف المقاومة لحالات العدوى.يزداد خطر حصيَّات الكلية وداء السُّكَّري، وقد تحدث اضطرابات نفسيَّة ، بما فيها الاكتئابُ والهلاوس . تعاني النساء من عدم انتظام الطمث عادةً. ويكون نموًّ الأطفال من مرضى مُتلازمة كوشينغ بطيئًا ويبقون قصار القامة.بالنسبة إلى بعض المرضى، تنتج الغدتان الكظريتان كميات كبيرة من هرمونات الجنس الذكورية ( التستوستيرون)  وهرمونات مشابهة ، ممَّا يؤدي إلى زيادة في نموِّ شعر الوجه والجسم وحدوث الصَّلع عند النساء.

التَّشخيص

  1. قياس مستوى الكورتيزول في البول أو اللعاب أو الدَّم.

  2. اختبارات دمويَّة وفحوصات تصويريَّة أخرى في بعض الأحيان.

 عند الاشتباه بمُتلازمة كوشينغ يقوم الطبيب المختص بقياس مستوى الكورتيزول، وهو الهرمون الستيرويدي القشري الرئيسي.تكون مستويات الكورتيزول مرتفعةً بشكل طبيعي في الصباح، وتنخفض لاحقًا خلال اليوم،بينما تكون مستويات الكورتيزول شديدة الارتفاع طوال اليوم عند مرضى مُتلازمة كوشينغ.قد يجري التحقق من مستويات الكورتيزول من خلال اختبارات البول أو اللُّعاب أو الدَّم.

 إذا كانت مستويات الكورتيزول مرتفعةً، وقد يوصي الطبيب باختبار تثبيط الديكساميثازون( Dexamethasone Suppression test) الذي ينطوي على إعطاء جرعة من الديكساميثازون في الليل أو على مدى عدة أيام، ومن ثمَّ قياس مستوى الكورتيزول في الصباح.يعمل الديكساميثازون على تثبيط إفراز الغُدَّة النُّخامِيَّة لهرمون الموجهة القشرية  (ACTH) وينبغي أن يؤدي إلى تثبيط إفراز الكورتيزول من الغدتين الكظريتين. إذا كانت مُتلازمة كوشينغ ناجمة عن التحفيز الشديد للغدة النخاميَّة، فإنَّ مستوى الكورتيزول سوف ينخفض إلى حدٍّ ما، ولكن ليس إلى مستواه عند غير المُصابين بمُتلازمة كوشينغ. إذا كان هناك سبب آخر لمتلازمة كوشينغ، سيبقى مستوى الكورتيزول مرتفعًا، ويُشير المستوى المرتفع لهرمون الموجِّهة القشريَّة إلى فرط تنبيه الغُدَّة الكظرية بشكل أكثر.

قد تكون هناك حاجة إلى استخدام فحوصات تصويرية لتحديد السبب بشكلٍ دقيق، بما فيها الاشعة المقطعية أو التصوير بالرنين المغناطيسي للغُدَّة النُّخامِيَّة أو الغدتين الكُظريَّتين، وتصوير الصدر بالأشعة السينية أو التصوير المقطعي المحوسب للرئتين أو البطن. ولكنَّ قد تفشل هذه الفحوصات التصويرية في اكتشاف الورم أحيانًا.

وعندما يرى الأطباءُ أنَّ بأنَّ فرط إنتاج هرمون المُوجِّهة القشريَّة هو السبب، قد يأخذون عيِّناتٍ من الدَّم من الأوردة تُصرِّف الغُدَّة النخاميَّة لمعرفة ما إذا كانت هي المصدر.

المُعالجَة

  1. اتِّباع نظام غذائي غني بالبروتين والبوتاسيوم.

  2. أخذ أدوية تُقلِّل من مستويات الكورتيزول أو تمنع تأثيراته.

  3. الجراحة أو المُعالجة الشعاعيَّة.

تستندُ المعالجة إلى ما إذا كانت المشكلة في الغدَّتين الكُظريتين أو الغُدَّة النُّخامِيَّة أو في مكانٍ آخر.

إذا كانت المشكلة ناجمةً عن أخذ أدوية الستيرويدات القشرية، يقوم الأطباء بموازنة فائدة الدواء مع ضرر الإصابة بمتلازمة كوشينغ. يحتاج بعض المرضى إلى الاستمرار في أخذ الدواء، وإذا لم يكن الأمر كذلك، يقوم الأطباء بتقليل الجرعة تدريجيًا على مدار أسابيع وأحيانًا أشهر. في أثناء التقليل من الجرعة، قد تحتاجُ إلى زيادتها إذا تدهورت حالة المرضى أو تعرضوا إلى إجهاد بدني شديد. وحتى بعد مرور أسابيع إلى أشهر من التوقف عن استعمال الستيرويدات القشرية، قد يحتاج المرضى الذين تدهورت حالتهم إلى الاستمرار في أخذ الدواء.

  تنطوي الخطوة الأولى التي يمكن أن يقوم بها المرضى في معالجة مُتلازمة كوشينغ هي دعم حالتهم العامة من خلال اتِّباع نظام غذائي غني بالبروتين والبوتاسيوم. ومن الضروري أحيانًا أخذ أدوية تزيد من مستوى البوتاسيوم أو تُخفِّض مستوى الغلوكوز في الدَّم (السكر).

قد تكون هناك حاجة إلى العلاج الجراحي أو الشعاعي لاستئصال أو تخريب الورم في الغُدَّة التخامية.

 يمكن استئصال أورام الغدتين الكُظريَّتين (الأورام الحميدة ) من خلال الجراحة غالبًا.قد يكون من الضروري استئصال الغدتين الكظريِّتين معًا إذا لم تكُن هذه المعالجات فعالةً، أو إذا كان ورمٌ موجودًا فيهما معًا، أو لم يكُن هناك أي ورم.ينبغي على المرضى الذين خضعوا إلى استئصال الغدتين الكظريَّتين معًا، والعديد من المرضى الذين خضعوا إلى استئصال جزءٍ من الغدتين، أن يأخذوا الستيرويدات القشريَّة طوالَ حياتهم.

  يجري عادةً استئصال الأورام الموجودة خارج الغُدَّة النُّخامِيَّة والغدتين الكظريِّتين والتي تُنتج كمياتٍ زائدةٍ من الهرمونات، عن طريق الجراحةِ.

ويمكن لبعض الأدوية، مثل الميتيرابون أو الكيتوكونازول، أن تُخفِّض مستويات الكورتيزول، ويُمكن استخدامها في أثناء انتظار مُعالجة حاسمة أكثر، مثل الجراحة. كما يمكن استعمال الميفيبريستون الذي يمكنه حجب تاثيرات الكورتيزول أيضًا.قد يستفيد المرضى الذين لديهم حالات خفيفة من مرض مستمر أو متكرر من أخذ دواء الباسيريوتيد ، رغم هذا سيميلُ إلى التسبب في السُّكَّري أو يُفاقم منه. قد يكون دواء الكابيرغولين Cabergoline  مفيدًا أيضًا في بعض الأحيان.يعمل الباسيروتيد والكابيرغولين على خفض قدرة هرمون المُوجِّهة القشريَّة على تنبيه إنتاج الكورتيزول من الغدتين الكظريتين

مُتلازمة نيلسون

قَد تحدث مُتلازمة نيلسون Nelson syndrome عند المرضى الذين جرى استئصال الغدتين الكُظريَّتين معًا لديهم كطريقةٍ لمعالجة داء كوشينغ.

في هذا الاضطراب، يستمرُّ نموُّ ورم الغُدَّة النُّخامِيَّة الذي سبب داء كوشينغ، ويُنتِجُ كميات كبيرة من هرمون الموجِّهة القشريَّة، ممَّا يؤدِّي إلى أن يُصبِح الجلد بلونٍ داكنٍ.وقد يُسبب تضخّم ورم الغُدَّة النُّخامِيَّة ضغطًا على بُنى قريبة في الدماغ، ممَّا يتسبَّبُ في حدوث صداعٍ وعيوبٍ في الرؤية.

ويرى بعض الخبراء أنَّه من المحتمل الوقاية من هذا الضغط، على الأقل عند بَعض المرضى، من خلال المُعالجَة الشعاعيَّة للغدة النُّخامِيَّة.عند الضرورة، يمكن معالجة مُتلازمة نيلسون من خلال استعمال المُعالجَة الشعاعيَّة أو الاستئصال الجراحي للغدة النُّخامِيَّة.

المصادر

٧٠ مشاهدة

منشورات ذات صلة

عرض الكل

العودة

WhatsBeat.gif
bottom of page